«زوربا المصري» أول راقص باليه عربي عالمي: الأجانب يأتون للفرجة علينا كعرب

القاهرة: دينا وادي
اشتهر باسم «زوربا» في كواليس دار الاوبرا المصرية منذ ان قام بأداء دوره في الباليه العالمية زوربا اليوناني الذي ساهم في نشر ثقافة الباليه للجمهور العادي وليس فقط لجمهور الصفوة، كما هو متعارف عليه في فن الباليه.
هاني حسين راقص الباليه في فرقة باليه اوبرا القاهرة وأحد نجومها الذين شاهدهم المخرج يوسف شاهين ووضعه في قائمة نجومه القادمين فهو يحمل مواصفات النجومية الشاهينية، لكنه كان من أبطال المخرج خالد يوسف أحد تلامذة يوسف شاهين في فيلمه «انت عمري» امام نيللي كريم راقصة الباليه ايضا وهاني سلامة ومنة شلبي، والمقرر عرضه خلال موسم الصيف القادم.

اختارته الاوبرا الروسية ليكون ضيفها لهذا العام في مهرجان نيرييف الدولي ليقدم دور «تيبولد» او ابن العم في باليه روميو وجوليت وليكون بذلك اول راقص باليه مصري وعربي يسافر روسيا مطلوبا بالاسم كراقص زائر ليقدم ثلاثة عروض مع فرقة باليه اوبرا القاهرة بالاضافة الى العرض الذي سيكون احد ابطاله مع فرقة الباليه الروسي في روسيا يوم 17 مارس (اذار) المقبل.

في البداية يقول هاني حسن لـ«الشرق الأوسط»، ان الباليه الروسي طلب استضافتي بدعوة رسمية وتلقيت الخبر في بداية عام 2005، واعتبرته خطوة ومرحلة جديدة في مستقبلي وكذلك بالنسبة لراقصي الباليه المصريين والعرب، لأننا بهذا الطلب أصبحنا نصدر راقصين بعد ان كنا نستضيف راقصين من الخارج ليقوموا بأداء أدوار البطولة في عروض الباليه، وهذا يوضح المستوى الذي وصل اليه الراقصون في فرقة باليه اوبرا القاهرة.

ويضيف هاني: «كذلك توجد اتفاقية مع انا بتروفا، مديرة اوبرا اليونان، وطلبت من د. عبد المنعم كامل، رئيس دار الاوبرا، استضافتي كراقص زائر في فرقتهم لتقديم عرض باليه زوربا اليوناني في جولة للفرقة في العواصم الاوروبية بعد ان شاهدتني أؤديه مع فرقة باليه اوبرا القاهرة وحضر العرض وقتها المؤلف الموسيقي نيودوراكس مؤلف موسيقى زوربا العالمية، والذي أشاد بأدائي للدور وبأداء الفرقة للعرض».

* اشرح لي كيفية استقبال الجمهور الغربي لفرقة عربية تقدم فن الباليه، وما يحدث خلف الكواليس؟

ـ انهم لا يستوعبون في البداية ان الراقصين جاءوا من بلد عربي ومسلم وافريقي كما يحبون ان يطلقوا علينا ويأتون ليشاهدونا ليكتشفوا من نحن وليس للاستمتاع بالعرض فقط، لكن الحمد لله بعد تقديم العرض نلقى الترحيب والنظرة تختلف وتجربة السفر والاحتكاك بالفرق الاجنبية تجربة ثرية جدا خاصة انها تتيح لي كراقص يقدم فنا راقيا، ولزملائي ايضا فرصة الحوار مع الغرب وتوضيح صورتنا الحقيقية كعرب خاصة بعد احداث 11 سبتمبر التي جعلتهم ينظرون الينا كبشر يختلفون عنهم ويحبون العنف والدم ولا يعرفون الرقي في سلوكياتهم، وهذا نظرا لمساهمة الاعلام الغربي في ترسيخ هذه الصورة الدموية عنا كعرب لكن بعد ان اثبت نفسي على خشبة المسرح يصبح الحوار بيننا افضل ويأخذ مستوى اعلى وبالتالي نأخذ حقنا الذي سلبونا اياه في بداية تعارفهم الينا ونظرتهم الينا كعرب، وهذا ما حدث معي عندما سافرت ايطاليا عام 2003 وقدمت حوالي 23 عرضا خلال شهر واحد، كنت انا الراقص الوحيد العربي المسلم القادم من افريقيا والحمد لله أثبت نفسي وحاولت تغيير الصورة المأخوذة عنا بعد احداث 11 سبتمبر.

* هل حصلت على جوائز في مهرجانات دولية او محلية؟

ـ حصلت على جائزتين محليتين كأحسن راقص للشباب عام 1996، وافضل تصميم للشباب في نفس العام.

وسافرت لمهرجان مالاخوف الدولي في مدينة سان بولتين في النمسا عام 2001، وكان هناك تنافس بين راقصين من 16 دولة مشاركة، وكان مالاخوف الذي يعتبر من افضل راقصي العالم ضيف شرف المهرجان وكانت الدول المشاركة من افريقيا مصر وجنوب افريقيا بالاضافة الى راقصين من دول مختلفة مثل الصين وايطاليا وفرنسا واوكرانيا والتشيك. واعتبر هذه المشاركة هي جائزة بحد ذاتها نظرا للاحتكاك بالآخرين. كما سافرت ايضا الى مهرجان الصين الدولي في نفس العام 2001، وقدمنا كفرقة باليه القرصان، وكانت هذه المرة الاولى التي تقوم فيها فرقة باليه اوبرا القاهرة بتقديم عرض كامل في الخارج من ثلاثة فصول.

ـ قمت بأداء دور البطولة في فيلم «انت عمري» لخالد يوسف تنوي التوجه للسينما. ولماذا هناك اتجاه من معظم راقصي الباليه للسينما بالتحديد؟

ـ السينما كانت حلما شخصيا بالنسبة لي وكنت اسعى اليها وشاركت في استعراضات بعض الافلام السينمائية لفنانين مثل عادل امام ومحمود عبد العزيز ومحمد هنيدي، بالاضافة لبعض كليبات الاغاني، وبالتالي اكتسبت بعض الخبرة في كيفية الوقوف امام الكاميرا وزواياها المختلفة والمسافات والمساحات.

وفكرة دخولي السينما وكذلك دخول زملائي الذين تقصدينهم مثل احمد يحيى ونيللي كريم ليس بالغريب لأن الباليه فن تعبيري ونقوم فيه بالتمثيل فبالتالي هو من اقرب الفنون للغة السينمائية التي تهتم بالتعبير وبالصورة وتكويناتها وتتشابه في ذلك مع فن الباليه او الرقص التعبيري. اما عن طريق دخولي للسينما فقد جاءت من خلال حضور المخرج يوسف شاهين لعروض البالية وجاءت ترشيحاته لنا انا وزملائي خلال عروض بالية «زوربا اليوناني»، وهي الفترة التي تألقت فيها فرقة باليه اوبرا القاهرة ورشحني وقتها خالد يوسف لأظهر معه في فيلم «انت عمري»، وكانت البطلة فيه نيللي كريم التي حصلت على جائزة احسن ممثلة عن دورها في الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

بالتأكيد كنت اتمنى ان تكون مساحة دوري في الفيلم اكبر لكنني في النهاية استفدت بعلاقات كثيرة وسعدت بالصداقات الجديدة التي اكتسبتها خاصة مع الفنان الجميل هشام سليم الذي احتضنني وكذلك الفنانة رجاء الجداوي. وفي النهاية اعتبر هذا الفيلم تجربة انا سعيد بها ولن تكون الاخيرة لأن لدي طموحات في عالم السينما.